نبذة عن التكنولوجيا الحرة- المفتوحة المصدر

تكنولوجيا مفتوحة المصدربشكل عام، تسعى التكنولوجيا الحرة والمفتوحة المصدر إلى تمكين الجميع من تعلم وممارسة وإنتاج التكنولوجيا بدون أن يكون للفروق المختلفة بين البشر دور في إعاقة هذه العملية، إذ أنها تكنولوجيا مجانية وتعتمد على توزيع حر أو قليل التقييد لمصادرها وكيفيات إنتاجها وأكوادها بحيث يصير الحصول عليها متاحًا بشكل واسع.

بدأت التكنولوجيا الحرة بالبروز منذ ثمانينيات القرن الماضي، خاصة عبر منظومة حقوق (GNU غنو, 2024) المنشأة من قبل المهندس وأستاذ البرمجيات بجامعة ماساشوستس للتكنولوجيا ريتشارد ستالمان, سنة 1985. كما أنها تطورت كثيرًا مع نشوء أنظمة لينكس لتشغيل الحواسيب مفتوحة المصدر كذلك وانتشرت بشكل أوسع في بداية القرن 21 حتى أن شركات كبرى اعتمدت على برمجيات مفتوحة المصدر في تشغيل منتجاتها.

قد يتبادر إلى ذهن القارئ هذا التساؤل عن هذه الثنائية في العنوان بين التكنولوجيا الحرة والتكنولوجيا المفتوحة المصدر. هل تعني هذه الثنائية الاسمية مفهومين مختلفين أم جانبين فقط لنفس الفكرة؟ الأمر جدير بالتساؤل فعلاً، وهو مجال نقاش واسع وذو زخم عند رواد التكنولوجيا والإعلام الآلي. هناك من يرى أن التكنولوجيا الحرة هي ذاتها المفتوحة المصدر ويكتفي بالاسم الثاني، بينما هناك من يرى بينهما شيئًا من اختلاف جذري أو حتى أنهما مفهومان مختلفان تمامًا عن بعضهما البعض أو متناقضان.

بشكل موجز، ترجع فكرة التكنولوجيا الحرة إلى منظومة (غنو, 2024) التي أنشأها ريتشارد ستالمان والذي عبرها عمل على نشر أفكار تحرير التكنولوجيا من ما يسمى سيطرة واحتكار أصحاب النفوذ والشركات الكبرى وجعلها في متناول الجميع. فكرة نضالية بالأساس، قبيل أن تأتي فكرة حركة البرمجيات المفتوحة المصدر التي تسعى لتوزيع البرمجيات بأكواد مفتوحة متاحة للجميع .

في الظاهر، المفهومان متقاربان جدًا ولكن بالنظر إلى التطور التاريخي فإن أوجه الاختلاف الرئيسية تكمن في الفكرة النضالية ذات الخلفية الإيديولوجية في جعل البرامج الحرة وسيلة لمقاومة الاحتكار، الشفافية، وحماية البيانات (أنظر هذا المقال على موقع غنو)، بينما أن فكرة حركة المصدر المفتوح تدعو لنشر ثقافة المصدر المفتوح دون خلفية نضالية أو إيديولوجية، حيث أنها تقبل أشكالًا من التعاون مع القطاع الاقتصادي.

من بين أمثلة هذا التعاون ازدياد مساهمة الشركات الاقتصادية الكبرى في البرمجيات المفتوحة المصدر أو حتى اعتمادها في منظوماتهم على غرار منظومة أندرويد لغوغل. كما أن البرامج المفتوحة المصدر هذه يمكن أن تدمج بعض المكونات المغلقة المصدر ضمنها، عكس البرمجيات الحرة التي تدعو لأقصى درجات الشفافية واستحالة التعاون مع البرامج المغلقة المصدر.

تطور البرمجيات المفتوحة المصدر فتح الباب أمام تطور التراخيص القانونية التي تسمح بتناول، تبادل توزيع الأكواد بشكل حر إلى أقصى حد وهي في هذا عدة أنواع:

  1. منظومة الحقوق المرفوعة أو Copyleft
  2. الرخصة العمومية الشاملة General Public License (GPL)
  3. المشاع الإبداعي أو Creative Commons
  4. رخصة إم آي تي

من الضروري إذا لأي مهتم بعالم التكنولوجيا مفتوحة المصدر أن يكون لديه فكرة عن الأسس النظرية و القانونية لهاته الفكرة النبيلة و المبدعة.

وصلات ومراجع

كُتب في 23/12/2024